Friday, October 22, 2010

"قيس ولولو "1

قيس ولولو "1"

فاجأني حبيبي برسالة على هاتفي النقال كانت كفيلة لي بحالة من الإمتنان والسعادة طوال ذلك اليوم ، رغم صغر حروفها التي لا تتعدى " مبروك التكريم ... باي باي " إلا أنها خلقت لي إحتفالا تلا إحتفالي بتوقيع كتابي في اليوم السابق ، ولكنه إحتفالا خاصا، صاحبه لدي من نوع خاص سميته حبيبي بعد إستحقاقه لها بجدارة.

شاب إحتفالي تذمري من الزهايمر ، إستنكرت عليه فعلته بامتعاض وكيف له أن ينسيني أن أدعو حبيبي لحفل توقيع كتابي وبمن ذكرني أن أدعو إذن ؟!!

حسناً يشفع لك أن حبيبي كريم الأخلاق ولم يحسبها كذلك ، والآن عزيزي الزهايمر أسقط من ذاكرتي ماكان لك من تذمر وامتعاض وأسرع بي لإمتناني ولسعادتي ثانية .... عد بي.

صدق من أسماه زهايمر فقد عاد بي تاركني عند حالة امتنان وسعادة مشابهة جداً لكنها يرجع تاريخها للوراء سنوات ، صاحبتها رسالة ورقية أيضاً منك حبيبي " مهلاً تذكرت تسميتك لها .. جواب " من أربع حروف" ب ح ب ك " تتعرج بالسطر تأخذ شكل نبضات قلبك لتعلو بها نبضات قلبي وسط نظرات إعجاب الحاضرين وغمزاتهم وضحكاتهم فأشعر كم أنا مميزة ، محظوظة بك .

والآن يلفحني نفس البرد ذاته لحظة وصولي البلد في عطلتي الإسبوعية من الكلية ؛ لأستمد الدفء من إتصالك المنتظرني بادئاً حوارك باستئذان ماما كي تأتي لتأخذني بنفسك خشية ظلام شتاء موحش يستفرد بي تلك المسافة ، مكملاً حديثك معي ، وأمام إغراءاتك لما ينتظرني من جمع جميل ، وبسبوسة أعشقها من يد مبدعة في صنعها مضفية عليها لمحة من جمال روحها ، وشبٌ للنار بالحطب نلتف جميعاً نتدفأ حوله إنتظارأً لشايٍ عبقري يقدمه لنا ً ... بطلت جميع حجج إرهاقي ومحاولاتي التأجيل . وبجرد لمحي قدومك من الشرفة أسرع للقاءك لتبدد لحظة لقائنا ماكان من خوفك البادي من الظلام، فيتشجع خوفك بخوفي ليكون ناتج إتحاد خوفين إئتناسنا ببعض، وارتفاع صوت ضحكاتنا وكلماتنا فوق صوت الخوف ,,, بغتةً ينبهنا باب فيلتكم بوصولنا ويهنئنا على سلامة الوصول ، نرد بوجوم لإنه شرير طوى المسافة ولم يمهلنا أن نكمل كل حكاياتنا .

دعني أذكرك بقصة كيس التوت أظنك نسيتها ، حبيبي اتركني أقصها ولو كنت ذاكرها ؛ فأنا لا أمَلُ حكيها ... أستمتع .

في يوم ما علمت حبيبي بحبي للتوت ، في صباح اليوم التالي وجدت التوت يملئ أيدي كل من حولي دون أن تمتد يد أحدهم لي لأتفضل توت مصوبين لي نظرة " وانتي لااااء " ، وقبل أن أستوعب شريرة نظرتهم ، أخذتني أنت من يدي لمكان به تراب ، تركت يدي لتحفر في هذا التراب وأتعجب أنا , فتخرج لي كيس من التوت الخاص بي ، خبئته لي حتى لا تطاله أيدي الأوغاد ، يومها لم تطله أيدي الأوغاد لكنه خرج من تحت الأنقاض عصير توت محلى بحبات الرمال . " أضحك لأني أسمع الآن صوت قرش رمال التوت بين أسناني ".

حبيبي لازلت أحمل للشيكولاتة المندولين مضادين من المشاعر ، أولهما أكرهها لأنها سبب إختفاؤك عني بمجرد وصولي لتبحث لي في كل بقالات البلدة وتأخذها كعب داير عن كادبوري , الشيكولاتة المفضلة لي وقتها فتكون مندولين هي البديل الأنسب بعد أن عانيت في سؤالك " في كابوري ؟؟؟ ....... : يعني إييه ؟؟؟ " ، والثاني أحبها لإني إعتدتها معك فأصبحت زهرتك تحضرها لنا بالعلبة .

والآن ولأني لا أستطعمها إلا معك ، ولم أجرؤ مرة على شرائها وتناولها وحدي بدونك ...... إشتقت إليها حبيبي من يدك ، سأحك ورقة مندولين كنت إحتفظت بها ؛ علها تعجل قدومك بأخرى جديدة ، وأزيد حكي للورقة علك تخرج لي منها في الحال .

هداياك في أعياد ميلادي أحتفظ بها جميعاً ، لكن يؤسفني حبيبي أن أخبرك أن تابلوهاً أهديته لي يحمل لفظ الجلالة الله سبق أن أهداه لك والدك عند إتمامك حفظ عدد معين من أجزاء القرآن الكريم أصيب بكسر نصفي إثر حادثة تنفيض ماما لترابه .

أذكرك أيضاً حبيبي بأنه في السنة التي فكرت فيها في إستبدال هدية عيد ميلادي برسالة جوال ، أنت لم تستلم تقريري بإستلامها لأنها لازالت قيد إنتظار ... لم تصلني وأنا في إنتظارها حتى الآن .

أما كارتك لي في عيد الأم ، أفتحه كلما أردت هدوءاً لأعصابي ، أستمتع بموسيقاه التي تجزم دوماً بإنه "هابي بيرث داي تو مي " وتبالغ في إقناعي بذلك بضوءٍ أحمر يخرج من نفس الكلمة .. فأجده كارتاً يشاركني جميع مناسباتي وأتمنى أن يحتفظ بحجر بطاريته ليوم زفافي لأقوم بتشغيل موسيقاه " فأنا اعلم قرفتي جيداً ولا أستبعد أنقطاع الكهرباء أو عطل سماعات الدي جي ، لذا فالكارت أبو موسيقى هابي بيرث ينفع في اليوم ال ..... وكل مايشغلني إلى الآن طريقة أشحن بها الكارت " .

* ملحوظة حبيبي : " سعر الكارت اثنين جنية ونصف دائماً يطمئنني على غلاوتي عندك ".

تلبيتي لدعوتك لتناولنا الشاي في غرفتك باعتبار ماسيكون في الدور العلوي للفيلا والذي وقتها لم يكتمل بعد , كانت هروباً لي من نظرة غيرة وحسد لحظتها في أعين الحاضرين ، حمدت الله كثيراً يومها على لطفه بك منها , عندما تعجلت صب الشاي بنفسك فلم تنتظر صب أمك له لتصبه لي خصيصاً في المج بتاعك ، والذي أخذ عقلك يومها جعلك تصب الشاي حتى شر مايكفي لشرب أربع سيراميكات كليوباترا 20 في 30 ، لأردد أنا " ياحبيبي فداك ، وأعلي صوتي ب الحمد لله إنك ماتلسعتش ومادلقش عليك " حتى لا يصل أذنك حبيبي صوت توبيخ أمك لك ,,, فلا يعكر ماحدث صفونا لنلحق بلحظة الغروب نشرب بها شاينا في الدور العلوي " حتى تحين وقت الغروب كان إختيارك ، فلم يكن لي حين ذاك سابق عهد بجماله ".

من يوم أخبرتني بأن تحويشة عمرك من الستة جنيهات هاتجيبلي بيها مصاصة " لأ ياربي مصاصتين ليّا وليك وناكلهم في الجنينة "، وكل يوم من بعدها ونحن نأكل المصاصات في الجنينة قاذفين عصيها للخلف ملئ ذراعينا على غرار باقة ورد العروس ... حبيبي كبرت زرعتنا وأظنه إقترب موعد جنينا لمحصول المصاصات ,,, فقط إسبقني حبيبي للجنينة ومعك مصاصتين حقيقيتين لتنفذ لي إتفاقاً كنت أبرمته معي في الماضي ونسيته أنت فشبطت به أنا ليساورني ويشغلني ولا يرضيه إلا مصاصتيك " .

سؤالك عليَّ بابا إسبوعياً وذهابك له مخصوص للإطمئنان علي ، كان يزفه لي في التليفون ، فأطير فرحاً والخص كل ما أشعر به من شوق وفرحة وتلعثم في " قول له يابابا إن هو كمان وحشني ".

الجمعة من كل أسبوع كانت تميزه قبلة تطبعها على رأسي أثناء نومي في حنان وتنسحب في هدوء خشية أن توقضني ، كانت قبلتك مرات تنبهني من سباتي العميق ليكون أول ما أبدأ به جمعتي وافتح عيوني عليه لأتملى منه هو الإصطباح بأجمل وجه ملائكي وضحكة أجمل عيون وسحر أبلغ إبتسامة ... ليتها فعلت في كل المرات ,,, لكن تعرف النوم سلطان.

قرب لي أذنك حبيبي أهمس لها بسر " خطاب لا أهتم بعددهم ، ولا أذكر أسمائهم إلا من كان إسمه هو سبب رفضي له ، ولا أميزهم لأنهم هم لم يميزوا أنفسهم ... كنت أنت سبب رفضي لهم " ، كنت أستعين بك كنموذج لتصحيح إجاباتهم لأتأكد كل مرة من نقص إجاباتهم من الرجولة والإبداع والتميز والإبتكار والصدق والوسامة .

لست متعجلة حبيبي ، والحب في دستوري لا يعنيه فروق السن ,,, أُقدر أنه ستطول فترة إنتظارك وأجيد حسبتها جيداً فيهون من أجلك إنتظاري إثنى عشرة سنة من الآن .

أعلم أن حسبتك للسنوات أقل من ذلك فلا تتهمني بخطأ في الجمع ، ولنحسبها سوياً .. عمرك الآن أحد عشرة سنة وعمر الخريج العادي واحد وعشرون ، لكنك عندي لست بالعادي فلن أرضى لك بأقل من التخرج بعمر خريج الطب ثلاثة وعشرون عاماً ولن أرضى لك إلا باحتلال مراكز الصدارة في كل شيء اريدك الأول دائماً لإنه ببساطه إن لم تفعل سأجري مقارنة بسيطة أفاضلك بها بمن يتفوق عليك ... كن مستعدا .

* فك شفرات الموضوع

* صاحب شخصية قيس هو محمد أحمد عيد إبن إبنة عمي وانا خالته .

* ب ح ب ك : تعرجت بالسطر لأنه كتبها أول تعلمه للكتابه ومسكة القلم، وعلى ما أذكر أن ذلك سابق لعهده بالصف الأول الإبتدائي أوفي بدايته .

* كارت قدمه لي في عيد الام منقوش بحروف هابي بيرث داي بالإنجليزية، بموسيقى هابي بيرث داي بعفوية الأطفال وجمال تلقائيتهم .

* كل ماجاء في الموضوع من حكايات ومواقف كلها حدث بالفعل دون مبالغة .

***أقسم أني مرات فكرت في إنتظاره وبأن يتحقق ذلك لدرجة أني كنت ابرر لنفسي* واتخذ زواج السيدة خديجة من الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثالاً للتقريب ، قطعاً تتهموني الآن بأنه درب من الجنون .

* والآن عزيزي القارئ أعد قراءة الموضوع علك أسأت الظن بي ، أو لم تكتمل لديك الصورة مثل الآن .

2 Comments:

At October 22, 2010 at 3:21 PM , Blogger Osama said...

أجمل من قراءة القصه الشعور بتفصيله ، واجمل ما ينعكس فيها شخصية كاتبها، واجمل ما فى قرائتها بالنسبة لى ، انى لم اخطئ فى قراءة هذه الشخصيه.

 
At November 5, 2010 at 7:12 PM , Anonymous Anonymous said...

إيه الفظاعه دي ؟؟
شيء جامد جدا جدا جدا جدا
ربنا يحفظك

 

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home