Thursday, May 26, 2011

زمن الكوبايات ولىَّ

زمن الكوبايات ولىَّ

شوادر الكوبايات تلاحق عيناي في كل مكان ، تذكرني بنفسها ، فاومئ مطأطأة بنظرة تهرب من سابق معرفة بيننا ، وأُشير على النني أن يضيء فيوحي إنه مش واخد باله خالص .
تتزغلل فتزغلل عيوني .. فتخضر وتحمر وتزرق ، ثم تهمس لي بالوردي ؛ لتهدئ من اوووف لدي ، وتعيد لي شفافية الرؤية ثانيةً بعودتها للونها الشفاف ، وكل ذلك فقط من أجل أن تعيد لي تعريف نفسها .. مقدمة لي نفسها هذه المرة في خانة الوظيفة كوبايات عيد الأُم ، وأخواتها البراريد وأشقائها لأُمها صواني البيتزا وأخوها في الرضاعة طقم التوابل " لأَصَدِر لها الأُوووووف برضه لأ "

دورها كمذكر بعيد الأُم ,أثار في نفسي حنين لأُمي فهي حقاً وحشتني جداا ولازم اسافر لها البلد في اسرع فرصة تزويغ من الكورس ، وفكرة الحمد لله لدي أُم ، فأُعيد اكتشاف طعم كم هو عظيم ولا يقدر وجود ماما في حياتي ، وكم أنا محظوظةٌ بها... تحديداً أمي أنا ...فأُشفق كثيراً على من هو أكثر مني يقدر قيمة الأُم ؛ فهو ليس لديه . .
أُجدد نيتي لإسترضائها وإرضائها ، واطلب من ربي أن يُعنِّي على طاعتها حتى ولو أبى شيطاني ذلك أوقاتاً ، واتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أصبح وعنده أبوان عليه راضيان فُتِحَ له بابان إلى الجنة ، ومن أمسى وعنده أبوان عليه غاضبان , فُتِحَ له بابٌ إلى النار ".
وانتهي بهذه الشحنة الجميلة أنه رغم نبل الغايات وسمو النوايا إلا أن ذلك لن يُفلتَني من هدية عيد الاُم ، و من حتميتها ..إن أقر مصروفي ذلك طبعاً .

فتعود لي نوبة اللأ ثانيةً " كوبايات لأأأ " وأتعنف في خطابي الموجه للمطابخ وكوباياتها , ومؤامرتها السنوية ؛ لإكمال نواقصها وتستيف كمالياتها , إخلعوا عنكم عباءات الإحتفال بالأُم وعيدها ؛ فتلك مداخل شيطانية .
وأنت أيها المطبخ .. تنحى لي جانباً ,, أي تعالالي على جنب ؛ كي أُعيد على رواقة صياغة ماذا تعني لي أُم ؟ وفض اللبس السخيف الذي تسببت فيه أنت على مر السنوات .
فأُذَكِر نفسي أن أول ماتعنيه لي حنان وهذا أبعد مايكون عن مايطهى داخلك فهو يطهى خصيصاً في قلب الأُم ويقلب بأنفاسها ويسوَّى بمعدل خفقانه ، تضحية , ودي مالهاش دعوة بغسيل المواعين ، أمان وده أبعد مايكون عن صمامات إغلاق غازك ، حضن وده مالوش دعوة بمايكروويفك .
إذن ماذا؟؟

اهيب بقدومي من أول الشارع من منظر السواد الأعظم من السابوهات الذي يغطي عربات كارو تفتقد لحميرها "فاتسائل في نفسي أي مغفل هذا الذي يُهدي أُمه سابوهاً , ربما تتعدد استخداماته... ومن منا كبير على ذلك !!
على أن ينال بركة تنشينة مصوبة بحرفنه أو التلطيشة التمام ".
تتعرقل خطاي بين الكاروز ," ضروري تتشنكل في إحداها، لتتفادى كفية مؤكدة على وجهك بخفة وسرعة بديهة ، فترفع رأسك على دبدوب يستقل كارو اخرى , فرحان فيك وانت هتتكفي لتصرخ فيه في وسط الشارع إنت بالذات بص على قدك وماتفتحش بقك ولا تضحك كمان" .

اضع نفسي مكان أُمي لأستطيع أن أُحدد ماذا لو كنت أُم مالذي سيرضيني ويفرحني ,,, فإذا بي أمام ثلاث أطفال ذكور يبدون امامير بملائكية غريبة شدتني للإقتراب منهم أكثر لأُدقق ، فأكتشف أنهم في نفس السن كأنهم نسخة مكررة ثلاثأً، فأتعجب كيف يحدث ذلك !! وبينما أنا على هذه الحالة من الدهشة أعلو بصوتي وكمان شبهي !! إنتوا ولادي ؟؟؟ .... تعالى حبيبي سلم على مامي ,, إييه الجمال ده !! إسمك إيه ياروحي؟؟ وانت ؟؟ وانت ياجميل ؟؟
وكل ماطلبته منهم ليرضوني في مناسبة كهذه أن يشترك ثلاثتهم في تمشيط شعري بشويش بتقسيمه بينهم بالتساوي ,, فيقفوا الثلاثة حولي كلٌ بمشطه ، وأُحذرهم لو وجعني حد فيكم وشد جامد انتوا الثلاثة هتتنفخوا .
وبعدها ينتقل الذي تميز منهم في تسريح شعري مرحلة متقدمة لبرد أظافري ، فيتنافس ثلاثتهم على هذة المرحلة من اللعب بمستقبل أظافري ، واللي يتحفظ على أيد واللي يطول صباع لأستغيث كل مرة على برد عقلة من الإصبع , شد احدهم لأصبع والآخر يشد أمامه ثلاثة أصابع كلاهما يأبى إلا الفصل بين أصابع اليد الواحده فاستنجد ياماماااااا سيب ياحيوان انت وهو ,, وبأُعجوبة أسلك يديَّ منهم غير مصدقة إنهم رجعولي ، مقدرة لطف الله إنها جات على قد إن كل ظافر به عاهة بسيطة وواخد بوز بزاوية وباصص للي جنبه ،أُمَحِص النظر واعيد عد الاصابع واتمم عليهم عشرة فتتعالى ضحكاتهم علي ،وأُقر بتعبيرات وجه يقشعر بمجرد تذَكُرَهُ التعذيب " جرزان , يناسبكم العمل كمعذبي بشر".
اقرر إني مخاصماهم ومش هكلمهم وانفذ فعلا ، حتى يٌلَوِح لي أحدهم بشوكلاتاية في يده صامتاً مبتسماً مدركاً انها نقطة ضعفي فأُبادر إليه قائلة تديني التشوكلت دي ؟!
لو اديتهالي ربنا هيحبك ويدخلك الجنة ، هات حضن ، وانت عاااارف ومجرب رضى الأُم ، أما بقى لو كلتها فإعتبر قلب مامي غضبان عليك .
خاف من غضبي فأكَّلَها لي بنفسه ومع كل مربع عينيه تشيل المربع وتحط اللي بعده ، فلم أُدرك أنه كان ممكناً أن يشاركني تناولها الا في آخر مربع فقلت مش مستاهلة ,, هُوَ الجنة في انتظاره فلا يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
لاحظت في أعينهم حيرة ووشوشات في آذان بعضهم خشية أن اسمع أنهم يودوا مفاجأتي بهدية عيد الأم ، جمعتهم وقلت لهم " بص حبيبي منك له , أبلة خايبة تقوللكواا هاتوا لمامي كارت هدية عيد الأم ، ولا برواز هكسره على نفوخك منك له ، ولا كوبايات هدشها على دماغكوا ..... طلع منك له الفلوس اللي محوشها للهدية من مصروفك ,, ايوة ,, ايوووة ... براااافو حبايبي هاتوا هاتوا ,, أصلاً أنا مابيعجبنيش ذوق حد ، انا هاجيب لروحي , هاجيب ثلاث هدايا اكنكوا انتوا وكده "
عديت الفلوس وحمدت الله كثيراً على نعمة الأطفال ونعمة الأُمومة والتي طالما حذروني من انهم متعبين وهيقرفوني لكن تقريبا على حسب الغرض أنا خلفتهم علشان يبروني ويخدموني، ولمصلحهتم في النهاية ,,, فينعموا بالجنة خير مثوىً لهم جراء طاعتهم لي وتحملهم ثقالتي عليهم المقصودة ليتبوأوا مقاعدهم من الفردوس الأعلى ، عندها فقط يدركوا عظم غايتي فيدعون الله لي أن يلحقني بمنازلهم المترقية في الجنة .